هذا المقال وجدته وانا ابحث عن تاريخ مكه فرأيت ان انقله لكم للفائده. وما اجده رائعا فى هذه المقال هو انه يشير بوضوح لمكة المكرمه مما يضعها على خريطة التاريخ الغربى رغما عن الغرب. وهذه المقال يشير لمرور اليهود فى فترة التيه بمكة المكرمه ومكوثهم بها لفترة قليله ثم اتجاههم بعد ذلك للشمال.
والمقال هو للمؤرخ فيلكوفسكى: "البريه الرائعه والمريعه" وفيه يعرض لمقارنه بين الكتاب المقدس -اسفار العدد والتثنية -واساطير او حكايات من كتاب الاغانى لابى الفرج وايضا مروج الذهب للمسعودى و يتوصل فيه الى ان برية بارنه (فاران) كادش هى مكة المكرمه وكلمة كادش تعنى قدس وابدأ اولا بمعنى كادش. ولكن قبل ان ابدأ اذكركم بموقعة مجدو وذكر قدس او قادش بها.
اين توجد كادش؟
هناك بصفة رئيسيه بلدان تسميان بكادش: كادش زن وكادش بارانيه وهناك ايضا كادش بسيناء ولكنها لا توجد فى مجال الاحداث التاليه . وكلمة قادش تشير الى مكان مقدس او حرم ويشار اليها فى سفر العدد 20:-6 بانها بلد وهذا يقلل نسبة الاحتمالات حيث ان المدن عند البدو قليله وبعيده ومكه كان يظن دوما بانها مكان مقدس ولا تزال وهذا ما يجعلها من المرشحات المنطقيه لتكون قادش حيث امضى الاسرائيليون فتره من التيه او تيههم بالصحراء.
اذن لماذا هى قادش والتى امضى بها الاسرائيليون اربعين عاما؟
لقد وجد ايمانويل فيليكوفسكى اسطورة قديمه فى كتاب الاغانى قصها عرب الجزيره وهى تشير لوجود الاسرائيلين هناك ولكن الكتاب كان يشير لهم بمجموعات بدويه اتجهت جنوبا وتوقفت لفترة بمكه ومقاله "البريه الرائعه والمريعه" يغطى هذا الجزء من الرحله.
ونبدأ بمقال فلكوفسكى ويعرض لما جاء فى كتاب الاغانى للاصفهانى (ذكره بابى الفرج) عن ما يلى:
حكى عثمان بن صادق او صادج (اعتذر لكتابة الاسماء صوتيا وهناك احتمال خطأ بالطبع حيث اننى لم اراجعها مع كتاب الاغانى)فى تاريخه ان هناك سيلا حطم الكعبه ولكن المصيبه لم تؤثر على اهل مكه وظلوا بغيهم فالهمت علامات سخط السماء الملك منداد ابن عمور- عمور حفيد منداد والد زوج سيدنا اسماعيل - بان يخاطب قومه بهذه الكلمات:
تذكروا ما حل بالعماليق ايام ابائكم فلقد ازدروا الحرم ولم يرعوا المقدسات فطردهم الله من الحرم وشتتهم بالبلاد الغريبه! لقد رأيتم ما فعل ربكم بالعماليق! ويستمر الراوى مقررا ان العماليق انتهكوا حرمة الاماكن المقدسه فارسل الله عليهم النمل من اصغر الانواع والذى اضطرهم الى خارج مكه وبعد ذلك ارسل عليهم القحط والجفاف والمجاعه واراهم السماء ملبده بالسحب عند الافق فظلوا يمشون دون هواده نحوها ظانين انها قريبه ولكنهم لم يستطيعوا ابدا الوصول اليها فلقد طاردهم الجفاف وكان ورائهم اينما ذهبوا.
ولقد دلهم الله الى حيث ارضهم ثانية وارسل عليهم الطوفان .. السيل او المطر الغامر. وتشد وتجذب هذه الجمله الاخيره انتباهنا لانه كان السيل الذى بادر وفاجا العماليق عندما وصلوا لبلدهم الاصلى!
ومن الواضح ان هذا الاضطراب فى الاحداث لم ير ويعاين بمكة فقط ولكن بالجزيره العربيه ايضا ومصر .. مكه مثل ممفس بمصر فقد حاصرهم البلاء والطاعون وكانت الصدمه التى دمرت او اطاحت ببلاد مصر وشتت العماليق فاصبحوا مثل قطعان الحيوانات من الهياج بسبب الزلزال الناتج عن تحطم سد مأرب بسيل العرم وقد ذكره اليونانييون فى اساطيرهم عن زيوس Typhon and Zeusويزعم الكاتب وجود صلة بين الخروج -خروج اليهود من مصر-وبين هدم سد مأرب بسيل العرم.
وارى انه من المنطقى ان يكون لمعجزة انشقاق البحر لسيدنا موسى تبعات خاصة بجيولوجيا الارض بتلك المنطقه حيث انه من الممكن ان يكون لهذا الحدث الجيولوجى نتائج على المنطقه باثرها!!
ويصف المسعودى فى مروج الذهب جمال المنطقه قبل تحطم السد فيقول ان المرء كان يسير ببغلته شهرا كاملا تحت الظلال الوارفه فى هذه المروج وكانت السلال الفارغه على رؤوس المسافرين تملأ من تلقاء نفسها من الثمار الساقطه من تلك الاشجار!
ولم تذكر المصادر اليهوديه هذا السد فى حين ذكرته المصادر الاسلاميه!
ويزعم فلكوفسكى ان هدم السد لم يؤثر فقط على مأرب بل على الجزيره بأكملها ويتسائل اين تلك القصه من المرويات اليهوديه والمصريه والهيلينيه والرومانيه؟؟ ولم يشار الى زمن حدوثها بعد سيدنا اسماعيل بثلاثة او اربع اجيال؟! ولم يربط العرب هذه الحادثه بهجرة القبائل وبخاصة العماليق تجاه كنعان ومصر!؟
هل يمكن الا تكون الاسطوره قد اشارت الى سد مأرب واشارت الى كارثة اخرى مائيه مرتبطه بالبحر وفورانه تجاه المنطقه واثر ذلك على تهامه ومكه!!
مأرب
اولا احب ان اوضح ان الكاتب احيانا يحاول الدفع بان القصه العربيه عن سد مأرب قد تكون هى قصة خروج سيدنا موسى اوان القصه العربيه قد لا تشير لسد مأرب لكن لما حدث فى مصر واحيانا يربط انشقاق البحر بهدم السد.
ونعود لمقاله عن "البريه الرائعه المريعه" وهى جملة مقتبسه من الكتاب المقدس وتشير للجزيره العربيه.
ما هى مدينة مأرب واين توجد؟ وهل ورد اسمها فى الكتب المقدسه لليهود؟
لقد حدد الجغرافيون العرب مدينة مأرب فى سبأ. اما بالنسبه لقصص اليهود فقد تقابل الاسرائيليون مع العماليق فى وادى حجرى يدعى رافديم بالقرب من حوريب ويوجد بدقه عند نقطة تدعى ماسا وماريبا (مأرب) حسبما ورد فى سفر الخروج 17:-7-8-
ثم ورد به ايضا ان العماليق اتوا وحاربوا الاسرائيليين فى بلدة رافديم. وكان ذلك بعد ان عبر الاسرائيليون الى الساحل الشرقى لممر العبور هربا ممن اضطهدوهم بفترة قليله.
ويقص علينا المؤرخون العرب ان العمالقه حين هربوا من اوبئة مكه وصلوا الى بلدهم الاصلى فى وقت داهمهم فيه فيضان غمر ارضهم وهلك الكثير منهم وكان بلدهم الاصلى حسبما ورد بالعهد القديم هو جبل صير والذى يمتد بطول خليج العقبه والبحر الاحمر.
وبدا من الممكن تصور ان الفيضان داهم البعض منهم بالقرب من المكان الذى غرق فيه المصريون-حين الخروج- وهو المكان الذى نجى فيه اليهود.
وطبقا لما اورده المسعودى فان المياه غمرت الاراضى ودمرت المساكن واغرقت كل قوات العماليق. فهل كان ذلك بسبب مياه حدائق سبأ/السد وسبب ذلك دمار كل قوات العماليق؟
ان كل القوات لم تهلك ولم يذكر فى الكتاب المقدس ان ممر العبور ابتلع جزءا من العماليق ولكن الكارثه (انشقاق البحر) بالطبع لم تقتصر على مكان الاسرائيلين: فان سواحل العقبه ومنحدرات جبل صير ايضا تأثرت ولابد انه كان ايضا هناك ضحايا من غير المصريين بسبب (فوران مياه البحر).
وهكذا فان كان الكاتب يحاول الربط بين كارثة فرعون المائيه واانشقاق البحر لسيدنا موسى وبين دمار سد مأرب فهو على ما اعتقد منطقى لان المنطقه مترابطه جيولوجيا!
ونعود للكاتب حيث يقول ان المراجع العربيه ذكرت ان بعض القبائل نجحت فى الهروب من الكارثه باعجوبه. وان اهمية قصة سد مأرب بسبأ انها لم تذكر بالكتب اليهوديه ولم تذكر الا بالمصادر الاسلاميه ومنها القرأن ولا يوجد هناك اى احتمال لكونها مقتبسه من كتب اليهود مثل باقى قصص اليهود (طبعا القرآن لم يقتبس من الكتب اليهوديه ولكن هذا كلام الكاتب).
اليهود بمأرب فى كتاب مروج الذهب!!
كانت هناك قبيلة تستقر بمنطقة مأرب وكانت قد وصلت هناك منذ فترة قصيره طبقا لما اورده المسعودى . وكان الملك (تذكر المصادر الاخرى انه كان حاكم القبيله) باسم عمر بن عمير او امير
Amr the son of Amir; he had the surname Mozaikiya.
وكان لقبه موزايكيا وكان له شقيق متنبأ اسمه عمران وكان للحاكم زوجه بارعة هى الاخرى فى التنبؤ وكان اسمها ظريفه
Amran. her name was Zarifah
وهذه الاسره المكونه من ثلاثة اشخاص كانت على رأس امة باسرها –الحاكم وشقيقه المتنبأ وزوجته المتنبأه او النبيه (مس).
وبصورة مشابهه قادت اسرة من ثلاثه ايضا الاسرائليين طبقا لتاريخ اليهود وهم الحاكم وشقيقه وشقيقته وامرأة نبيه. وكان قادة بنى اسرائيل هم اولاد عمرام وكان قادة القبيله التى نجت بمأرب هم اولاد عامر. كان الشقيق النبى لموسى هو هارون ووبالقصه العربيه كان الشقيق النبي لحاكم البدو فى مأرب هو عمران. كانت شقيقة موسى تدعى مريم وزوجته تدعى زيبورا وكانت النبيه بمأرب تدعى ظريفه. Zipora; the prophetess at Marib was Zeripha
فاذا عكست المقاطع الاخيره الثانيه الثالثه اصبحت الاسماء متطابقه
(اعترض بالنسبه لاسم النبيه ولكن يمكن القول ان حرفى الباء والفاء يتبادلان بين اللغات حيث ان مثلا كلمة اب بالعبريه هى اف)
اما الاسم الغريب فهو موزاايكيا وهو لقب عامر ابن عمير وكان هدف لتخمين علماء اللغة العرب منذ قديم الازل فالكلمه تبدو مشابهه لكلمة "مزق" وارتبطت بها قصة فلكلوريه مقحمة على الاسم الا وهى ان الحاكم كان يدعى بهذا الاسم لانه كان معتادا عندما يذهب لينام بالليل ان يمزق ملابسه التى كان يرتديها بالنهار.
ولكن يبدو –والكلام لفيلكوفسكى-لى ان الاسم ليس عربيا ولكنه من اصل مصرى. فالاسم مكون من (موسى-ايكا-يا) وحسب التكوين المصرى للاسماء فيكون معناه موسى روح الاله حيث ان الكا هى الروح والياء من اسم الاله يهوه مثل اسم اشعيا المكون من (اش-عى-يا) وارميا (ارم-يا).
وتورد القصة العربيه ان تحطم السد والكارثه قد تنبأت بها النبيه ظريفه وهو ما جاء به المسعودى فقد رأت حلما: ان سحابة عظيمة غطت الارض وانبعث منها شرارات وبرق ثم انفجرت السحابه وقع البرق على الارض واخذ كل شئ بطريقه وقد حول كل شئ لمسه الى رماد ثم قالت النبيه ان كل شئ بعد ذلك سيغمر بالماء او سيغرق.
اما سفر الخروج 14: 20فيذكر لنا التالى: انه فى صباح اليوم الذى كان البحر سينفجر به ظهرت سحابة فظيعه على مرأى الجميع واسودت السماء ورؤيت اشعاعات من البرق بالظلمه "ثم اتت بين معسكرات المصريين وبنى اسرائيل ورغم انها كانت سحابة سوداء الا انها انارت بالليل.
ان الالهام الذى اوحى ذلك للنبيه ظريفه انقذ الناس فلقد تنبأت "بمصيبه المصائب- شئ لحظى يجلب التعاسه وسوء حظ ولم يسبق له مثيل"فسوف تدمر عاصفة البلد باكملها".
لقد كانت هى نفس المرأه المتنبأه فى معسكر الاسرائيليين وقد ذكر تمجيد هذه المرأه بالذات حينما كانوا على ساحل البحر عند ممر العبور وقد اطلق عليها بالفعل "النبيه" (سفر الخروج 15: 20- 21)
"ومريم النبيه اخت هارون اخذت فى يدها دفا وكانت ورائها كل النساء بدفوفهن وبرقصاتهن"
وقالت لهم مريم "غنوا للرب لانه قد انتصر انتصارا مجيدا وقد القى بالحصان وراكبه الى البحر"
اما الكتاب العرب فقد زينوا القصه باضافات باهيه من ايام الجنتين ولكنها اضافات لا تنتمى لقصة السد .
ولم تكن فقط النبيه ظريفه هى التى تتنبأ ولكن ايضا زوجها كانت له احلام تنبؤيه فطبقا لمصدر من المصادر :لقد كان النبى عمران اول من رأى وحيا عن الكارثه ولهذا فان موزايكيا ترك كل شئ وهاجر مع قومه.
وفى القصه العربيه امامى لا توجد اى اشارة الى الاضطهاد من فرعون او اى معلومات عن الطريق الذى سلكته القبائل قبل ان تصل الى مأرب.
ولقد ذكر سد مأرب وما حدث من تحطيمه وما حدث من السيول التى حطمت الكعبه ثم اعقب ذلك اوقات للجفاف والجوع والاوبئه وهو وقت دمار لبلاد باكملها وهلكت بلاد وجيوش وهاجرت قبائل. وكذلك لقد قاسى الاسرائيليون فى مواطن كثيرة شدة الحر وشح الماء .
وقد اجبر هذا الجفاف والذى اعقبته المجاعات العماليق الى ترك مكه حيث موطنهم القديم والهجره تجاه السحب البعيده وبلدهم الاصلى حيث غرق البعض منهم فى الطوفان حسب كتاب الاغانى .ثم نعود للروايه التوراتيه حيث تقابلوا مع المهاجرين من مصر وتقاتلوا معهم.
وكما ورد بسفر العدد ان بنى اسرائيل وضعوا خيامهم حيث توجد السحابه وانهم كانوا ورائها سواء كان ذلك بالليل ام بالنهار وقد استقرت السحابه فى برية باران (مكة المكرمه حسب الكاتب)(سفر العدد 9: 17- -21 ، 10-12) وقد ذكرت قصص السحب بتكرار فى قصص التيه وحسب كتاب الاغانى فان "العماليق سافروا باتجاه السحابه".
فان كانت هذه هى نفس السحب فقد تقابل الاثنان دون شك وكان ذلك برافديم (الخروج 17: . وتقص المرويات التوراتيه او اليهوديه ان التقابل حدث فى الضباب "لم يرد جوشوا بالبدايه ان يعرض نفسه للخطر وان يترك حماية السحابه.. ثم انطلق مواجها العماليق".
ولم يعرف مؤلف كتاب الاغانى ما الذى حل بالعماليق بعد ان رحلوا متجهين الى السحابه ولقد اعتقد انهم هلكوا بالطوفان. ولكن حسب الروايه التوراتيه وفى رافديم استعد الاسرائيليون بالسلاح ضد طليعة العماليق الهائمين. وعندما حاولوا بعد اقامة طويله عند جبل حوريب الوصول الى كنعان من الجنوب ابلغهم رسلهم الاخبار السيئه بان العماليق قد استولوا بالفعل على جنوب كنعان (العدد 13: 29)
وكانت هذه ضربه قويه ولطمه للاسرائيليين واصاب قلوبهم الوهن ولقد قاموا بمحاولة يائسه ليصلوا للارض من الجنوب وتجرؤوا فهاجموا العماليق " لان العماليق والكعنعانيين امامكم وسوف تموتون بالسيف" (العدد 14: 23)
واترك التفاصيل ونصل لحيث قابل الاسرائيليون القادمون من مصر العماليق القادمين من مكه, وكنا الى الان نتبع ما قاله الكتاب المقدس عن بنى اسرائيل والكتب العربيه فيما يخص العماليق ولكننا من هذه النقطه فسوف نتبع تيه بنى اسرائيل بالصحراء طبقا للكتاب المقدس والكتب العربيه... يتبع
وهكذا فنرى حسب ما اورده الكاتب التشابه بين القصتين العربيه والتوراتيه وباقى المقال يتناول مدين ومكه المكرمه
مدين
يمتد جبل صير بامتداد البحر الاحمر متضمنا منطقة الحجاز وتمتد سلسلة الجبال البركانيه غرب الصحراء العربيه
وتشكل حاجزا امام البحر.
وعندما ذكر بالكتاب المقدس ان قبائل اسرائيل "دارت واخذنا رحلتنا الى البريه عن طريق البحر الاحمر او انهم داروا حول جبل صير ايام كثيره"(سفرالتثنيه 2: 1) فان ذلك يعنى انهم ساروا بجانب جبال الحجاز غير مبتعدين كثيرا عن الساحل
ولا اعلم لم اتفق علماء الكتاب المقدس على ان عقود التيه كانت محصوره بمكان صغير كان يمكن عبوره باسبوع او اسبوعين! ان الجزيره واسعه والبدو لهم ماشيه ويبحثون عن الماء والمرعى لفترات ومسافات بعيده. وبعد ان هزم اليهود العماليق العدوانيون فى جنوب كنعان فان اللاجئين اليهود القادمين من مصر لم يكن امامهم بدا من الرجوع لمصر او السير جنوبا بجانب البحر الاحمر.
وقد امضى موسى شبابه حسب التوراه فى مدين عندما كان هاربا من مصر وهناك اصبح زوج ابنة الكاهن جيثرو (الخروج 2 : 15- 21) وكان وجود الكاهن المدينى جنوب او شرق جبل حوريب (الخروج 3: 1)
و يمكن البحث عن مكان اهل مدين بالقرب من المدينه (المنوره) وهذا الاسم يمكن ان يكون مرتبطا بمدين ويؤكد ذلك اسم يثرب الذى قد يكون مشتقا من اسم الكاهن جيثرو!
ولكن بنى اسرائيل لم يتوقفوا هنا و ظلوا متجهين جنوبا فقد كانوا غرباء وتوسلوا لاهل مدين ان يعطوهم دليل للسير بالصحراء ."لقد مررنا بكل هذه البريه القفراء الرائعه والمريعه" كما قالوا بآخر الطريق!
هل يمكن ان يطلق بنى اسرائيل على سيناء "البريه الرائعه والمريعه" والجزيره اكبر منها 50 مره؟ هل من المعقول ان يتيه الاسرائيليون فى هذا المكان الضيق عقدا بعد عقد وهذا الشريط الضيق الذى يمتد من الساحل الجنوبى للبحر الميت وحتى خليج العقبه؟
ان صحراء تيه الاربعين عاما لم تكن سيناء ولكنها كانت مكانا اكبر بكثير وكل الاشارات بالكتاب المقدس تشير لكون الجزيره العربيه هى مكان التيه فى منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
ان تجول البدو بماشيتهم فى سنوات القحط لابد ان يشمل مناطق واسعه. وبعد تغلب العماليق علي بنى اسرائيل بجنوب كنعان واضطرارهم للذهاب للبحر الاحمر فانهم بالطبع لن يظلوا بنفس المنطقه وقد اوصلهم دربهم للجنوب.
مكة
الكعبه هى بقعة مقدسه بمكه كانت حرما منذ امد بعيد قبل محمد وتحتها وجوارها ماء زمزم وهو ماء مقدس.
اما بخصوص الحدود الشرقيه لبلاد عمون والتى فقدت فى رمال الصحراء والتى دنت منها قبائل بنى اسرائيل فى نهاية تيههم فقد ورد بسفر التثنيه 2: 20 :
كان العماليق يسكنون هنا فى الازمنه البعيده وكان العمونيون يطلقون عليهم الزمازمه او الزمزميون
ولابد ان الاسرائيليين قد زاروا السهول والتلال التى عاشت عليها اجيال الزمزميين ثم هلكت فى القدم الغابر ولابد ان بنى اسرائيل بعد معاناتهم من الجدب وقلة الماء ومعهم صغارهم وقطعانهم قد جذبوا الى كل بئر يمكن الشرب منه.
ودعونا الآن نذهب الى حوليات كتاب الاغانى حيث توقفت قبلا عند خروج العماليق من مكه هربا من النمل والاوبئه والجدب وهاجروا الى حيث السحابه بمأرب ثم اتى الجراهمه
When they left Mecca a tribe called the Djorhomites entered the place
واهتموا بالحرم الذى تركه العماليق ولكنهم اهملوا واجباتهم المقدسه ولم يستمعوا لتحذيرات ملكهم فبادرهم السيل وهدم الكعبه ومرت اعوام والعماليق لم يسمع لهم ذكرا ويستمر كتاب الاغانى:
فى ذات الوقت اتت القبائل وهجمت بفوضى بعد هد سد مأرب وكانت معهم النبيه طريقه او ظريفه والتى كانت قد اعلنت لهم الكارثه وكان رئيسهم موزاليكيا وهو عامر بن عامير وابنه ثلاباه.. وعند وصولهم ابواب مكه وقفت القبائل وبعث موازاليكيا ولده ثلاباه او طلباه
Thalabah
والذى خاطبهم باسم القبائل المهاجره "لقد بارحنا ارضنا وذهبنا للبحث عن اخرى ولم نجد اى ارض يرضى ساكنوها ان يقيدوا انفسهم قليلا ويعطونا مكانا ويكرموا وفادتنا حتى يعود كشافونا لاننا ارسلنا بعض رجالنا ليبحثوا لنا عن ارض تناسبنا
فهل يمكن ان تعطونا مكانا صغيرا من ارضكم وتتركونا به نرتاح قليلا الى ان ياتينا رجالنا بالخبر اليقين لنتجه للشمال او الشرق؟ وحينما نعرف فسوف نتجه دون تاخير الى هناك ونامل ان تكون اقامتنا القصيره معكم قصيره جدا"
ورفضت قبيلة جرهم :"لا وحق الرب لن نقيد انفسنا ومواشينا لاجلكم- اذهبوا حيث شئتم"
وحينما سمع موزاليكيا بذلك بعث لهم رسالة ثانيه "لابد ان امضى ببلدكم عاما منتظرا رسلى الذين ارسلتهم للشمال والشرق
فاذا تركتمونا هنا نقتسم معكم الماء والمرعى فسوف نكون على خير علاقه اما اذا رفضتم فاستقر هنا رغما عنكم وعندما ترسلوا قطعانكم فستجدون ما تبقى من ماشيتنا وسوف نحسب عليكم الماء بالاناء!
اما اذا حاولتم طردى فسوف احاربكم وسانتصر وسوف اسبى نسائكم واقتل رجالكم ومن يتبقى فلم اسمح له بالقرب من الحرم/المنطقة المقدسه.
والآن سنقارن معها فقره من سفر العدد 20: 14 وسنجد موقفا مشابها رغم الاختلافات وعدم التطابق
ارسل موسى رسله من كادش/قادش الى ملك ادوم:
"يقول لك اخيك اسرائيل انت تعلم العناء الذى نكابده فلقد عشنا بمصر وقتا طويلا ولكن شاء الرب ان يخرجنا من مصر الى هنا
وانظر نحن فى قادش وهى مدينه فى اطراف حدودك فدعنا نمر- ارجوك- عبر حقول العنب ولن نشرب من مياه الابار، سنمر من الطريق العام ولن نلتفت يمنة ولا يسرة حتى نبرح ارضك.
ولكن ادوم قال لهم لن تمروا بارضى والا ساعمل فيكم السيف فقال اسرائيل سنمر واذا شربت انا او ماشيتى من مائك فسوف ندفع لك ولكن ادوم رفض مرورهم الامن بحدوده وقال لن تمرون واتى بالعده والعتاد.
وايضا تقص المصادر اليهوديه مواقف مثيله مع موأب وعمون والتى قوبلت ايضا بالرفض ومن هذه قصة قرب نهاية التيه واما القصة العربيه فهى ترتبط بلحظة تجول احدى القبائل وقبل وصول الرجال الذين كانوا يستطلعون لهم الطريق.
وفى احدها كانت الاقامه عابره وفى الثانيه كان مرورا فحسب ونجد بالقصة العربيه ان تلك القبائل كانت تبحث عن ارضا تجاه الشمال او الشرق ولكنهم ايضا ذكروا ارضا اخرى كان ينتظرونها.
"لقد ارسل هؤلاء الجواسيس (الذين كانوا سيستطلعون لهم الطريق) من صحراء فاران" (العدد 13: 3). وصحراء فاران طبقا للمراجع العربيه القديمه التى يهملها البحث التوراتى هى فى منطقة جبال الحجاز . "ولقد عاد الجواسيس الى فاران الى كادش ومعهم تقريرهم" (13: 26)
The spies returned to Pharan into Kadesh and brought their report (Numbers 13:26).
لقد اطلق اسم قادش على عدة بلاد ومنها اورشليم القدس واخرى على نهر العاصى وتدعى كاركاميش وهناك اخرى بالجليل وقادش نفتالى والتى ذكرت عدة مرات بالكتاب المقدس وكلمة قادش تعنى حرما قدسيا
وواجه المفسرون صعوبات فى موقع قادش وهى من اماكن تيه اليهود فقد كانت قادش فى بداية المسير وفى نهايته كما جاء بالكتاب المقدس: "والمسافه بين كادش بارنيا التى اتينا منها وحتى وصلنا الى غدير زريد كانت ثمانيه وثلاثون عاما" (التثنيه 2: 14)
وطبقا لهذا فيرجح ان يكون قد مر 38 عاما من اربعين من التيه وهم يسكنون كادش وسبب استقرارهم الطويل بها هو وجود الماء حيث اصبحت معظم ابار الصحراء مرة. وبمكه مصادر الماء مقدسه ولم تدمر بالكارثه وكان هذا هو سبب وجود الاسرائيلين هناك
ويبدو انه كان هناك مكانان باسم كادش واحدهما حسب التوراه فى برية فاران واحيانا يطلق عليها كادش بارنيه واخر فى برية زن او زين
the wilderness of Zin. وانا ارى ان كادش بارنيه هى مكه رغم ان بعض المؤرخين يعتبرون كادش بارينا هى مدائن صالح!
لقد تاه اليهود فى صحراء واسعه لا صغيره وكان طريقهم من هورما/حورما بالبدايه تجاه الجنوب الشرقى وسارت معهم مخيماتهم –المخيم الشرقى كان الاول يعقبه الجنوبى ثم الاثنين الاخرين واطلق على المعسكر الجنوبى "المنطلق الى اليمن" وهذا الوصف يلائم اكثر معسكر من داخل الجزيره لا من سيناء.
ونقرا من الكتب العربيه بقية القصه وهى ان موزاايكيا نجح فى دخول مكة واحتلالها وارسل الجراهمه جيشا ضده واستمرت المعركة ثلاثة ايام وكان الجانبان منتصرين وانتهت بانسحاب الجراهمه وقليل منهم فروا بحياتهم. اما المسعودى فقد كتب ان الجراهمه قد طردوا من قبل اولاد اسماعيل" ارسل الرب ضد الجراهمه النمل والسحب وعلامات اخرى تدل على غضبه وهلك الكثير منهم اما اولاد اسماعيل حينما زاد عددهم طردوا الجراهمه من مكه ثم قطنوا ارض جهينه حيث داهمهم الطوفان او السيل فى ليلة فأغرقهم وقد ذكر اميه من قبيلة ثقيف هذه الحادثه فى شعره اذ قال: بالماضى البعيد اخذ الجراهمه تهامه واتى عليهم السيل فافناهم".
وكان سبب ذلك الطوفان زلزالا قد ذكره المسعودى:"ولقد اصبحت المنطقه كلها من الجحون الى الصفا قاحلة وبمكه صارت الليالى صامته ولا يسمع صوت السمر – لقد سكنا هناك ثم هلكنا فى ليلة مدوية بفظاعه من الخراب والدمار الرهيب"ولابد ان يكون ذلك زلزالا لان الاصوات العاليه دوما تصاحب الزلازل . وكانت مكه قد هجرها العماليق وقبل احتلالها من قبل بنى اسرائيل دمرها زلزال وهو ما دمر مصر بذات الوقت وقد اتجه العماليق لفلسطين ومصر وبنوا مدينتهم بالعريش واما بنو اسرائيل فتمكنوا من مكة وسمحوا لبنى اسماعيل بالعيش بها او بزيارة الحرم.
الارض الموعوده
ولكن قبائل بنى اسرائيل لم تمكث بمكة طويلا حيث ذكر المسعودى انها بعد عدة سنوات استمرت فى طريقها من مخيم لمخيم بين اراضى اهاريتس وعك او اك بالقرب من بحيرة غسان بين وادي زبيد وريما وشربوا من مياه البركه او البحيره.
وقبل ان استمر بعرض المقال اريد ان اطرح تعليقا فى ضوء الاية الكريمه:
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137
الدمار هنا لابد ان يكون بالفعل بظاهرة كونيه مما يعاقب الله من خرج على ارادته وخالف نبيه والدمار بالفعل ممكن ان يكون بسبب زلزال وقد ورد بالاية الكريمه ذهاب المستضعفين مشارق الارض ومغاربها مما يعنى انتشارا كبيرا ولهذا ارى وفى ظل الاية الكريمه انه بالفعل دمرت مصر بزلزال فى ذاك الحين فما نعرفه عن انشقاق البحر انه كان بمنطقة محدوده ويطلق عليها علماء التواره ممر العبور ولكن هذا الانشقاق قد يكون بالفعل تسبب فى زلزال او يكون العكس صحيحا والله اعلى واعلم
ولعدم التكرار سأختصر بعض مما قال فيلكوفسكى وساركز على المعلومات الجديده . حيث ورد بسفر التثنيه 2:1-3
لقد دار بنو اسرائيل حول جبل صير ايام عديده.. وتكلم الرب اتجهوا الى الشمال" لقد وصلوا الى حدود ادوم ومؤاب (الثتنيه2: 10-13)
وكان العماليق عميم/اميم يسكنون هنا بالقدم وكان المؤابيون يطلقون عليهم عميم.
وكان ايضا الحوريم Horim يقطنون فى صير قبل ذاك الوقت ولكن بنو عيسو خلفوهم.. وذهبوا الى بركة زريد.
وحسب كتاب العدد 21: 12-17
وقد ذهبوا من تلك البريه التى توجد امام مؤاب تجاه المجهول والى وادى زاريد .. من هناك الى الجانب الآخر من ارنون/عرنون... من هناك الى مكان يدعى بير وهو بئر حيث خاطب الرب موسى وقال له اجمع الناس وساعطيكم الماء وغنى بنو اسرائيل لاجل هذا النبع
باختصار من سفر العدد 21: 14
ويظهر ان هذه البركه حيث عسكر المهاجرون وشربوا وابتهجوا هى نفس البركه التى ذكرها المسعودى والاهاريتس والحورايتس وقد ورد ذكرهما فى كلتا القصتين
Aharites and the Horites
يظهر انهما نفس الاشخاص
اما عك او اك فهى عناق
Akk would stand for Anak
ووداى زبيد هو بالمرويات اليهوديه وادى زريد
ودعونى انهى قصة المسعودى حيث توقفت القبائل عند تلك الارض واستقروا على السهول والجبال وكل المناطق المجاوره. وهذه المنطقة الجبليه تجاور سوريا وتفصلها عن الحجاز وهى اقرب الى منطقة دمشق والاردن وفلسطين وتصل لنهايتها عند جبل موسي.
وما ذكره المسعودى هو بالضبط الجزء الذى يطلق عليه الارض الموعوده التى استولى عليها فى ايام موسى طبقا للكتاب المقدس,
ان كاتب القرن العاشر -المسعودى- وهو يكتب عن هذه الحقبه وهو يكتب القصص التى سمعها اووصلت اليه فى ايامه من المرويات القديمه لم يشك فى علاقة هذه القصه بقصة موسى ولذلك حدد جبل موسى كالحد الفاصل فى انتصار القبائل تحت رئاسة موزاايكيا وهى القبائل التى هربت من الطوفان واتت لعمق الصحراء ثم تركت هذه الارض الى الارض التى توجد بين دمشق وجبل نبو .
وتقص المرويات العربيه ان بعض من هذه القبائل فارقتهم حين كانوا بالصحراء ونفس القصه توجد بالمرويات التوراتيه ونحن نعلم انه الى وقت قريب كانت بعض طوائف اليهود يسكنون بالصحراء وسط العرب
والآن هل المرويات العربيه القديمه التى وصلت للمؤرخين الاسلاميين تعتبر مصدرا موثوق به لتيه الاسرائيلين بالصحراء؟ لقد تم التعامل مع الماده القصصيه بطريقة مختلفة تماما فى مرويات ما قبل الاسلام عن الاساطير التوراتيه والتى كررت فى القرآن (طبعا هذا رأيه المنحرف)
ولهذا فان موسى وقبائله يتمتعون بوجود مزدوج فى التراث العربى:
احدى هذه القصص تتعامل مع المرحلة الزمنيه منذ وقت فيضان مأرب وحتى الانتصار على سكان الاراضى التى توجد حول او تخترق الاردن وفى كلا المرويات حدث الدمار وكذلك الطاعون والاوبئه المنتشره واختفت مصادر الماء ودمر زلزال ليلى المساكن
وفى كلاهما كانت اوقات هجرة القبائل وفى كلاهما اتبع المهاجرون -من الجفاف والقحط والجفاف- السحب عبر الصحراء. وكذلك قصوا القصص عن طوفان مفاجئ غرقت به العديد من الجيوش والذين كانوا قد هاجروا من اوبئة سابقه
وكانت مواقع الاحداث السابقه فى احدهما ايدام وتهامه وفى الاخرى ادوم وبى تهامه, وفى كلتا الحالتين نجت قبائل من الطوفان وكانت هذه القبائل تحت حكم حاكم له شقيق نبى وشقيقة او زوجه كلهم لديهم ملكة التنبؤ.
ولم تكن اسمائهم فى القصتين مختلفتين وقد هاجروا بثروات وماشيه وارسلوا جواسيسهم لاكتشاف اراض للاستقرار
وبالفاظ غريبه طلبوا من الحكام المحليين اقامة مؤقته وكانوا مستعدين للقتال اذا لم تجب طلباتهم وكانت لهم اقامة مؤقته فى احد الاماكن المعتبره او المقدسه وظلوا هناك لعام او اكثر وطبقا للقصة العربيه فقد ساروا عبر اراضى احورايتس وعك
Ahorites and Akk
وحضروا لبئر بين واديين وشربوا منه
واعطيت بالقصة العبريه نفس المعلومات ولكن الارض كانت تدعى حورايتس واناك
Horites” and “Anak.”
ولقد اخضعوا الاراضى من الاردن عبر دمشق وحتى جبل نبو .
فهل يا ترى هذه مرويات مختلفه عن نفس القبائل ام عن قبائل مختلفه !!
كل منهما كان ايام العماليق الذين تركوا موطنهم وتجولوا بالصحراء ويمكن استشفاف ان الصحراء التى تاه بها اليهود هى الصحراء العربيه
ولكن المرويات من وقت ما قبل الاسلام عن تجول القبائل وهيامها بالصحراء والتى كتبت بعد المرويات اليهوديه بوقت طويل لا يمكن ان تدعى افضليتها او صحتها ولكنها يمكن ان تلقى الضوء على العديد من القضايا
انتهى المقال
اسم مواايكيا من المصادر العربيه:
عمران بن عمرو موزيقيا بن عامر
__________________