عطر النساء الطبيعي أفضل وأقوى تأثيرا على الرجال
قدرات أنثوية كامنة تجذب الذكور
القاهرة: د. أحمد الغمراوي
أشارت دراسة أميركية طريفة إلى حقائق علمية قد تؤدي إلى خسائر فادحة لصناعة العطور العالمية، التي تنفق النساء عليها ما تبلغ قيمته مليارات الدولارات سنويا، أملا في اجتذاب واستمالة الرجال.
الدراسة قام بها علماء قسم علم النفس بجامعة ولاية فلوريدا الأميركية ونشرت في عدد يناير (كانون الثاني) لدورية «علوم السيكولوجي» العالمية. وقام البروفسور سول ميللر وزميله جون مانر، أستاذا علم النفس في الجامعة، ببحث، بناء على حقيقة أن الغدد لدى أنثى الحيوانات تفرز، في فترات خصوبتها، إشارات عطرية خاصة تزيد من إفراز هرمون «التستوستيرون» لدى الذكور، وبالتالي تزيد معدل استثارة الذكر، مما يعزز فرص الجماع والإنجاب، الأمر الذي يعني المحافظة على النوع الحي. وقد أراد الباحثان، من خلال التجربة العلمية، الإجابة على سؤال افتراضي وهو: «هل يوجد مثل ذلك التأثير لدى البشر أم لا؟».
* عطر النساء الطبيعي
* وعليه، أجرى الباحثان التجربة. فقاما بإلباس مجموعة متباينة الأعمار من النساء المتطوعات، وفي فترات مختلفة من دوراتهن الشهرية، قمصان (تي شيرت) لثلاث ليال متصلة. ثم عرض العالمان هذه القمصان على المتطوعين من الرجال وأمروهم باستنشاقها جيدا، مع وضع عدد من القمصان التي لم تلبس، على سبيل المقارنة، وسط تلك التي لبست. كما تم فحص عينات من لعاب الرجال مختبريا لقياس نسبة التستوستيرون قبل وبعد التجربة، وسؤال الرجال عن شعورهم بعد الاستنشاق.
وأفادت النتائج أن نسبة هرمون التستوستيرون الذكوري ازدادت لدى الرجال الذين قاموا باستنشاق قمصان خاصة بنساء كن في فترة التبويض، عن أولئك الذين استنشقوا ملابس نساء لم يكن فيها، أو الذين استنشقوا أردية لم تلبس. بل الأكثر من ذلك، أن استطلاع الرأي الذي تم بين الرجال أشار، حسب ما ذكره المتطوعون، إلى أن أولئك الذين استنشقوا ملابس تخص النساء أثناء التبويض قد شعروا بـ«أحاسيس ممتعة» أكثر من غيرهم.
* إفرازات الإثار
* ورغم غرابة الدراسة، وكونها الأولى من نوعها في هذا المجال، إلا أنها تشير بوضوح إلى قدرة المرأة الطبيعية على استثارة الرجل دون اللجوء إلى وسائل خارجية مكلفة. كما أشار الباحثان إلى أن هذه القدرات كانت موجودة لدى البشر، وبصورة أكثر وضوحا، منذ آلاف السنين، إلا أن الحياة الحديثة قد أضعفتها مع مرور الوقت، كما أضعفت قدرات أخرى كثيرة لدى البشر، كحاسة استشعار الخطر أو التخاطب العقلي أو السمع والبصر الفائقي الحدة، نظرا لعدم الاحتياج إليها.
وعلى عكس الشائع من أن رائحة العرق سيئة، إلا أن الحقائق العلمية تشير إلى أن العرق هو سائل بلا رائحة (أو ذو رائحة غير كريهة على أقصي تقدير) تفرزه خلايا معينة على سطح الجلد. وللعرق عدة وظائف أساسية، أهمها المساهمة في إخراج السموم المذابة خارج الجسم، ومعادلة درجات الحرارة، وحماية الجلد عن طريق احتوائه على بعض الأجسام المناعية المضادة. كما أن بعض الغدد العرقية الخاصة Apocrine glands تفرز روائح معينة، كالتي سبق ذكرها، للمساهمة في تلطيف ومعادلة رائحة العرق.
وتنتج الرائحة السيئة في أغلب الأحوال نتيجة الإصابة بالميكروبات، من بكتيريا وفطريات، التي تتغذى على العرق وتؤدي إلى تكوين مواد كريهة الرائحة. وهي حالات تتطلب تدخلا علاجيا بالمضادات الحيوية الموضعية، أو العامة في بعض الحالات المستعصية، وتدل في الأغلب على ضعف نسبي في مناعة الجسم.
* عطور على مر التاريخ
* وتعود صناعة العطور إلى عصور تاريخية سحيقة، فقد عثر المنقبون على قنينات من العطور في مقابر الفراعنة، ونقشت صور لها على جدران معابدهم، كما أن وصف صناعة العطور قد جاء في أكثر من موضع فيما توارثته الأجيال من الصين وشبه القارة الهندية وبلاد فارس والممالك والإمبراطوريات الإغريقية والرومانية القديمة. وكانت العطور تصنع قديما عن طريق «تعتيق» الزهور كالورد والفل والياسمين والأعشاب والتوابل العطرية كالريحان والينسون والقرنفل. وتعتبر «تابوتي»، التي ذكر اسمها في إحدى المدونات المسمارية، وعاشت في بلاد ما بين النهرين في الألف الثاني قبل ميلاد المسيح، أول امرأة تقوم بصناعة العطور على مستوى تجاري في التاريخ القديم.
وفي القرن التاسع الميلادي، ألف العالم والكيميائي والموسيقي والفيلسوف العربي «الكندي» أول كتاب، وأهم مرجع تاريخي، في صناعة العطور تحت اسم: «كيمياء العطور والتقطير»، كما لا ننسى إسهامات «ابن سينا» في نفس المجال.
وقد دخلت صناعة العطور إلى أوروبا في القرن الرابع عشر الميلادي مع توسع العالم الإسلامي، وحملت مملكة «هنغاريا» (المجر الحالية) شعلة هذه الصناعة لفترة طويلة من الزمن، إلى أن انتشرت أسرار الصناعة في باقي أرجاء القارة. ويتم تقسيم أنواع العطور بحسب منشأها إلى عطور زهرية (سواء ذات أصل زهري واحد أو متعدد) كالورد والياسمين، وعطور عنبرية (وهي العطور ذات الأصل الحيواني) كالعنبر والمسك، وعطور خشبية كالصندل والجوز والأرز، وعطور سرخسية كتلك المستخرجة من اللافندر، بالإضافة إلى العطور الاصطناعية.
وتعتبر الشركات الفرنسية والإيطالية والأميركية المتخصصة في إنتاج العطور رائدة في هذا المجال حاليا ، وتشهد سوق صناعة العطور تنافسا شديدا حول استحداث مواد عطرية وروائح تبعث البهجة في النفس. كما أن هذه الصناعة تشهد مجادلات عنيفة بين القائمين عليها من جانب وبين المدافعين عن البيئة من جانب آخر، حيث يؤكد حماة البيئة أن صناعة العطور تستنزف الغابات والأعشاب والزهور الطبيعية إضافة إلى القنص الجائر للحيوانات المنتجة للمواد العطرية كالغزلان والحيتان من أجل الحصول على بغيتهم
قدرات أنثوية كامنة تجذب الذكور
القاهرة: د. أحمد الغمراوي
أشارت دراسة أميركية طريفة إلى حقائق علمية قد تؤدي إلى خسائر فادحة لصناعة العطور العالمية، التي تنفق النساء عليها ما تبلغ قيمته مليارات الدولارات سنويا، أملا في اجتذاب واستمالة الرجال.
الدراسة قام بها علماء قسم علم النفس بجامعة ولاية فلوريدا الأميركية ونشرت في عدد يناير (كانون الثاني) لدورية «علوم السيكولوجي» العالمية. وقام البروفسور سول ميللر وزميله جون مانر، أستاذا علم النفس في الجامعة، ببحث، بناء على حقيقة أن الغدد لدى أنثى الحيوانات تفرز، في فترات خصوبتها، إشارات عطرية خاصة تزيد من إفراز هرمون «التستوستيرون» لدى الذكور، وبالتالي تزيد معدل استثارة الذكر، مما يعزز فرص الجماع والإنجاب، الأمر الذي يعني المحافظة على النوع الحي. وقد أراد الباحثان، من خلال التجربة العلمية، الإجابة على سؤال افتراضي وهو: «هل يوجد مثل ذلك التأثير لدى البشر أم لا؟».
* عطر النساء الطبيعي
* وعليه، أجرى الباحثان التجربة. فقاما بإلباس مجموعة متباينة الأعمار من النساء المتطوعات، وفي فترات مختلفة من دوراتهن الشهرية، قمصان (تي شيرت) لثلاث ليال متصلة. ثم عرض العالمان هذه القمصان على المتطوعين من الرجال وأمروهم باستنشاقها جيدا، مع وضع عدد من القمصان التي لم تلبس، على سبيل المقارنة، وسط تلك التي لبست. كما تم فحص عينات من لعاب الرجال مختبريا لقياس نسبة التستوستيرون قبل وبعد التجربة، وسؤال الرجال عن شعورهم بعد الاستنشاق.
وأفادت النتائج أن نسبة هرمون التستوستيرون الذكوري ازدادت لدى الرجال الذين قاموا باستنشاق قمصان خاصة بنساء كن في فترة التبويض، عن أولئك الذين استنشقوا ملابس نساء لم يكن فيها، أو الذين استنشقوا أردية لم تلبس. بل الأكثر من ذلك، أن استطلاع الرأي الذي تم بين الرجال أشار، حسب ما ذكره المتطوعون، إلى أن أولئك الذين استنشقوا ملابس تخص النساء أثناء التبويض قد شعروا بـ«أحاسيس ممتعة» أكثر من غيرهم.
* إفرازات الإثار
* ورغم غرابة الدراسة، وكونها الأولى من نوعها في هذا المجال، إلا أنها تشير بوضوح إلى قدرة المرأة الطبيعية على استثارة الرجل دون اللجوء إلى وسائل خارجية مكلفة. كما أشار الباحثان إلى أن هذه القدرات كانت موجودة لدى البشر، وبصورة أكثر وضوحا، منذ آلاف السنين، إلا أن الحياة الحديثة قد أضعفتها مع مرور الوقت، كما أضعفت قدرات أخرى كثيرة لدى البشر، كحاسة استشعار الخطر أو التخاطب العقلي أو السمع والبصر الفائقي الحدة، نظرا لعدم الاحتياج إليها.
وعلى عكس الشائع من أن رائحة العرق سيئة، إلا أن الحقائق العلمية تشير إلى أن العرق هو سائل بلا رائحة (أو ذو رائحة غير كريهة على أقصي تقدير) تفرزه خلايا معينة على سطح الجلد. وللعرق عدة وظائف أساسية، أهمها المساهمة في إخراج السموم المذابة خارج الجسم، ومعادلة درجات الحرارة، وحماية الجلد عن طريق احتوائه على بعض الأجسام المناعية المضادة. كما أن بعض الغدد العرقية الخاصة Apocrine glands تفرز روائح معينة، كالتي سبق ذكرها، للمساهمة في تلطيف ومعادلة رائحة العرق.
وتنتج الرائحة السيئة في أغلب الأحوال نتيجة الإصابة بالميكروبات، من بكتيريا وفطريات، التي تتغذى على العرق وتؤدي إلى تكوين مواد كريهة الرائحة. وهي حالات تتطلب تدخلا علاجيا بالمضادات الحيوية الموضعية، أو العامة في بعض الحالات المستعصية، وتدل في الأغلب على ضعف نسبي في مناعة الجسم.
* عطور على مر التاريخ
* وتعود صناعة العطور إلى عصور تاريخية سحيقة، فقد عثر المنقبون على قنينات من العطور في مقابر الفراعنة، ونقشت صور لها على جدران معابدهم، كما أن وصف صناعة العطور قد جاء في أكثر من موضع فيما توارثته الأجيال من الصين وشبه القارة الهندية وبلاد فارس والممالك والإمبراطوريات الإغريقية والرومانية القديمة. وكانت العطور تصنع قديما عن طريق «تعتيق» الزهور كالورد والفل والياسمين والأعشاب والتوابل العطرية كالريحان والينسون والقرنفل. وتعتبر «تابوتي»، التي ذكر اسمها في إحدى المدونات المسمارية، وعاشت في بلاد ما بين النهرين في الألف الثاني قبل ميلاد المسيح، أول امرأة تقوم بصناعة العطور على مستوى تجاري في التاريخ القديم.
وفي القرن التاسع الميلادي، ألف العالم والكيميائي والموسيقي والفيلسوف العربي «الكندي» أول كتاب، وأهم مرجع تاريخي، في صناعة العطور تحت اسم: «كيمياء العطور والتقطير»، كما لا ننسى إسهامات «ابن سينا» في نفس المجال.
وقد دخلت صناعة العطور إلى أوروبا في القرن الرابع عشر الميلادي مع توسع العالم الإسلامي، وحملت مملكة «هنغاريا» (المجر الحالية) شعلة هذه الصناعة لفترة طويلة من الزمن، إلى أن انتشرت أسرار الصناعة في باقي أرجاء القارة. ويتم تقسيم أنواع العطور بحسب منشأها إلى عطور زهرية (سواء ذات أصل زهري واحد أو متعدد) كالورد والياسمين، وعطور عنبرية (وهي العطور ذات الأصل الحيواني) كالعنبر والمسك، وعطور خشبية كالصندل والجوز والأرز، وعطور سرخسية كتلك المستخرجة من اللافندر، بالإضافة إلى العطور الاصطناعية.
وتعتبر الشركات الفرنسية والإيطالية والأميركية المتخصصة في إنتاج العطور رائدة في هذا المجال حاليا ، وتشهد سوق صناعة العطور تنافسا شديدا حول استحداث مواد عطرية وروائح تبعث البهجة في النفس. كما أن هذه الصناعة تشهد مجادلات عنيفة بين القائمين عليها من جانب وبين المدافعين عن البيئة من جانب آخر، حيث يؤكد حماة البيئة أن صناعة العطور تستنزف الغابات والأعشاب والزهور الطبيعية إضافة إلى القنص الجائر للحيوانات المنتجة للمواد العطرية كالغزلان والحيتان من أجل الحصول على بغيتهم