المدينه المنوره.. حضاره تمتد من عصور ما قبل التاريخ
--------------------------------------------------------------------------------
آثار منطقة المدينة المنورة / تقرير
كتبهاالحربي ، في 3 فبراير 2009 الساعة: 18:38 م
يحرص الحجاج القادمون من خارج المملكة العربية السعودية على زيارة المدينة المنورة , ويفضل البعض منهم زيارتها فور قدومهم للأراضي المقدسة فيما يفضل البعض الاخر بعد الانتها من مناسك الحج وذلك للسلام على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه, والصلاة في مسجد رسول الله عليه السلام حيث الصلاة فيه بألف صلاة عن سواه من المساجد عدا المسجد الحرام .
وتقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية وترتفع عن سطح البحر حوالي / 625 / مترا تقريبا وتبعد عن مكة المكرمة /430 / كيلو متر شمالا , كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم /150 / كيلو مترا وأقرب الموانئ منها ميناء ينبع البحر الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها /220 / كيلو متر فيما تبعد عن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض /980 / كيلو مترا.
وحددت أمانة منطقة المدينة المنورة في مخطط لها المنطقة العمرانية بالمدينة المنورة ضمن ثلاث دوائر متوالية وغير منتظمة ويبلغ قطرها في أقصى اتساعها /30 / كيلو متر تقريبا وهذا يعني أن المساحة النظرية للمدينة المنورة تبلغ / 589 / كيلو مترا مربعا تقريبا منها / 293 / كيلو مترا مربعا تشغلها مناطق العمران وتمتد فيها الأحياء والبقية / 296 / كيلو مترا مربعا تشغلها الجبال والأودية ومجاري السيول والمقابر والحدائق العامة وشبكة الطـرق السريعة والخدمات الاخرى.
وبين التقرير أن منطقة المدينة المنورة تتميز بآثارها الموغلة في القدم ومعالمها التاريخية والعمرانية المتنوعة وقد أكسبها موقعها الجغرافي عبر القرون أهمية خاصة حيث تسلكها طرق التجارة والحج إضافة إلى أنها منطقة جذب للاستقرار البشري بسبب توفر المراعي والواحات والسهول الساحلية والمواد الطبيعية وعلى وجه الخصوص المعادن الثمينة وبالتحديد مناجم الذهب والفضة والنحاس .
وإذا كانت منطقة المدينة المنورة ذات شهرة ما قبل الإسلام بسبب نشوء مدينة يثرب وهجرات القبائل إليها فقد زادت شهرتها بعد الهجرة النبوية الشريفة وأصبحت طيبة الطيبة أوالمدينة المنورة منطلق الدعوة للدين الإسلامي الحنيف وعاصمة الخلافة الإسلامية .
ويصعب حصر المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والعمرانية بالمنطقة نظرا لسعتها الجغرافية وتنوع طبوغرافيتها ومعالمها الطبيعية وما تم كشفه وحصره وتوثيقه من مواقع أثرية ومعالم تاريخية حتى الآن يدل على العمق الحضاري والبعد التاريخي للمنطقة على أن الحصر الشامل لجميع الآثار بالمنطقة يحتاج إلى عشرات السنين بل إن بعض الآثار يصعب الاهتداء إليها إلا بالصدفة أو نتيجة لعوامل الطبيعة مثل الأمطار والسيول والعواصف التي تكشف عن الآثار المخفية تحت طبقات الرمال أو نتيجة لأعمال المشاريع الإنمائية من طرق وخدمات ونحو ذلك.
وأثبتت الدراسات المبدئية حسب سرد التقرير عن وجود مواقع أثرية ما قبل التاريخ تعود إلى العصر الحجري القديم المبكر وما بعده خاصة من حرة خيبر والذي يتميز بوجود مجموعات من الأدوات الحجرية من العصرالأشولي حيث عثر على فؤوس وقواطع ومعاول وأدوات الطرق الكبيرة والتي تؤرخ في الفترة ما بين /250 إلى 100 / ألف سنة قبل الآن وتوجد هذه الأدوات عند الحواجز الصخرية وفي مناطق انسياب الحمم البركانية التي تتشكل من صخور البازلت المحببة وصخور الأنديسيت والريوليت التي تعد مصدرا لمواد تصنيع الأدوات الحجرية , كما عثر على مواقع أخرى في حرة خيبر وشمال العلا ومدائن صالح وعلى الحافة الشرقية لحرة عويرض تعود للعصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاس و العصرالحجري المبكر .
وعثر كذلك على عشرات من المقابر الركامية والمذيلات والدوائر الحجرية والمستطيلات والأبراج التي تدل على وجود استقرار بشري قديم من هذه المناطق ذات التضاريس السطحية الوعرة بالإضافة إلى المنشآت البنائية لهذه العصور توجد مئات من الرسوم الصخرية المنتشرة في مختلف أرجاء منطقة المدينة المنورة وتشكل مصدرا معلوماتيا مهما عن الحياة والبيئة للإنسان من أقدم العصور.
وكشفت الدراسات عن غنى منطقة المدينة المنورة بالرسوم الصخرية والنقوش القديمة خاصة في مناطق الحرات وفي الواحات وعلى ممرات الأودية وعلى امتداد طرق التجارة القديمة ومن أبرز المواقع الغنية بالرسوم الصخرية محافظات الحناكية والصويدرة والعلا وشمال مدائن صالح ومناطق أخرى متفرقة .
وتعد صخرة الحناكية التي تبعد حوالي / 10 / كيلومترات شرق محافظة الحناكية من أهم مواقع الرسوم الصخرية بالمنطقة وهي عبارة عن جبل مكون من صخور حمراء رسوبية التكوين على واجهات مجموعات لرسوم حيوانية متنوعة ورسوم آدمية رجالا ونساء على شكل مجموعات يؤدون رقصات حربية , أما الرسوم الحيوانية فتتكون من أبقار ذات قرون كبيرة مقوسة تمتد إلى الأمام بالإضافة إلى الأسود والفهود والماعز والنعام والزرافات وغيرها ومن خلال الطبيعة الصخرية .
ومن تنفيذ الرسوم يمكن تحديد تاريخ هذه الرسوم بخسب الدراسات إلى الفترة من / 7000 إلى 9000 / عام من الآن , وبالنسبة للرسوم الصخرية الأخرى فهي أكثر تنوعا حيث تشاهد أشكالا آدمية في أوضاع تمثل المبارزة والمطاردة وهم يحملون الحراب والأقواس والسهام والسيوف وتوضح الرسوم كذلك أشكالا عديدة من الحيوانات كالجمال في حالات العراك أو مربوطة وكذلك الوعول والماعز وغيرها .
وفي موقع عكمة شمال العلا توجد رسوم صخرية مهمة للغاية تظهر فيها أدوات ربما تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد وتتداخل الكتابات والنقوش القديمة في كثير من الأحيان مع الرسوم الصخرية إما متزامنة معها أو نفذت بعدها على الواحات الصخرية نفسها.
وقد شاهدنا ذلك في الحناكية ووادي الصويدرة والعلا وشمال مدائن صالح وعلى امتداد طرق التجارة والحج التي تخترق المنطقة وأهم هذه الكتابات اللحيانية والراداثية والمسند الجنوبي والآرامي والكتابات الثمودية والصفوية وغيرها وأكثر هذه النقوش والكتابات تتركز في الجزء الشمالي الغربي وعلى وجه الخصوص في محافظة العلا وشمال مدائن صالح خاصة في حرة عويرض هذا عدا المواقع المحيطة بالمدينة المنورة.
المصدر
المدينة المنورة تاريخ وحضارة
--------------------------------------------------------------------------------
آثار منطقة المدينة المنورة / تقرير
كتبهاالحربي ، في 3 فبراير 2009 الساعة: 18:38 م
يحرص الحجاج القادمون من خارج المملكة العربية السعودية على زيارة المدينة المنورة , ويفضل البعض منهم زيارتها فور قدومهم للأراضي المقدسة فيما يفضل البعض الاخر بعد الانتها من مناسك الحج وذلك للسلام على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه, والصلاة في مسجد رسول الله عليه السلام حيث الصلاة فيه بألف صلاة عن سواه من المساجد عدا المسجد الحرام .
وتقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية وترتفع عن سطح البحر حوالي / 625 / مترا تقريبا وتبعد عن مكة المكرمة /430 / كيلو متر شمالا , كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم /150 / كيلو مترا وأقرب الموانئ منها ميناء ينبع البحر الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها /220 / كيلو متر فيما تبعد عن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض /980 / كيلو مترا.
وحددت أمانة منطقة المدينة المنورة في مخطط لها المنطقة العمرانية بالمدينة المنورة ضمن ثلاث دوائر متوالية وغير منتظمة ويبلغ قطرها في أقصى اتساعها /30 / كيلو متر تقريبا وهذا يعني أن المساحة النظرية للمدينة المنورة تبلغ / 589 / كيلو مترا مربعا تقريبا منها / 293 / كيلو مترا مربعا تشغلها مناطق العمران وتمتد فيها الأحياء والبقية / 296 / كيلو مترا مربعا تشغلها الجبال والأودية ومجاري السيول والمقابر والحدائق العامة وشبكة الطـرق السريعة والخدمات الاخرى.
وبين التقرير أن منطقة المدينة المنورة تتميز بآثارها الموغلة في القدم ومعالمها التاريخية والعمرانية المتنوعة وقد أكسبها موقعها الجغرافي عبر القرون أهمية خاصة حيث تسلكها طرق التجارة والحج إضافة إلى أنها منطقة جذب للاستقرار البشري بسبب توفر المراعي والواحات والسهول الساحلية والمواد الطبيعية وعلى وجه الخصوص المعادن الثمينة وبالتحديد مناجم الذهب والفضة والنحاس .
وإذا كانت منطقة المدينة المنورة ذات شهرة ما قبل الإسلام بسبب نشوء مدينة يثرب وهجرات القبائل إليها فقد زادت شهرتها بعد الهجرة النبوية الشريفة وأصبحت طيبة الطيبة أوالمدينة المنورة منطلق الدعوة للدين الإسلامي الحنيف وعاصمة الخلافة الإسلامية .
ويصعب حصر المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والعمرانية بالمنطقة نظرا لسعتها الجغرافية وتنوع طبوغرافيتها ومعالمها الطبيعية وما تم كشفه وحصره وتوثيقه من مواقع أثرية ومعالم تاريخية حتى الآن يدل على العمق الحضاري والبعد التاريخي للمنطقة على أن الحصر الشامل لجميع الآثار بالمنطقة يحتاج إلى عشرات السنين بل إن بعض الآثار يصعب الاهتداء إليها إلا بالصدفة أو نتيجة لعوامل الطبيعة مثل الأمطار والسيول والعواصف التي تكشف عن الآثار المخفية تحت طبقات الرمال أو نتيجة لأعمال المشاريع الإنمائية من طرق وخدمات ونحو ذلك.
وأثبتت الدراسات المبدئية حسب سرد التقرير عن وجود مواقع أثرية ما قبل التاريخ تعود إلى العصر الحجري القديم المبكر وما بعده خاصة من حرة خيبر والذي يتميز بوجود مجموعات من الأدوات الحجرية من العصرالأشولي حيث عثر على فؤوس وقواطع ومعاول وأدوات الطرق الكبيرة والتي تؤرخ في الفترة ما بين /250 إلى 100 / ألف سنة قبل الآن وتوجد هذه الأدوات عند الحواجز الصخرية وفي مناطق انسياب الحمم البركانية التي تتشكل من صخور البازلت المحببة وصخور الأنديسيت والريوليت التي تعد مصدرا لمواد تصنيع الأدوات الحجرية , كما عثر على مواقع أخرى في حرة خيبر وشمال العلا ومدائن صالح وعلى الحافة الشرقية لحرة عويرض تعود للعصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاس و العصرالحجري المبكر .
وعثر كذلك على عشرات من المقابر الركامية والمذيلات والدوائر الحجرية والمستطيلات والأبراج التي تدل على وجود استقرار بشري قديم من هذه المناطق ذات التضاريس السطحية الوعرة بالإضافة إلى المنشآت البنائية لهذه العصور توجد مئات من الرسوم الصخرية المنتشرة في مختلف أرجاء منطقة المدينة المنورة وتشكل مصدرا معلوماتيا مهما عن الحياة والبيئة للإنسان من أقدم العصور.
وكشفت الدراسات عن غنى منطقة المدينة المنورة بالرسوم الصخرية والنقوش القديمة خاصة في مناطق الحرات وفي الواحات وعلى ممرات الأودية وعلى امتداد طرق التجارة القديمة ومن أبرز المواقع الغنية بالرسوم الصخرية محافظات الحناكية والصويدرة والعلا وشمال مدائن صالح ومناطق أخرى متفرقة .
وتعد صخرة الحناكية التي تبعد حوالي / 10 / كيلومترات شرق محافظة الحناكية من أهم مواقع الرسوم الصخرية بالمنطقة وهي عبارة عن جبل مكون من صخور حمراء رسوبية التكوين على واجهات مجموعات لرسوم حيوانية متنوعة ورسوم آدمية رجالا ونساء على شكل مجموعات يؤدون رقصات حربية , أما الرسوم الحيوانية فتتكون من أبقار ذات قرون كبيرة مقوسة تمتد إلى الأمام بالإضافة إلى الأسود والفهود والماعز والنعام والزرافات وغيرها ومن خلال الطبيعة الصخرية .
ومن تنفيذ الرسوم يمكن تحديد تاريخ هذه الرسوم بخسب الدراسات إلى الفترة من / 7000 إلى 9000 / عام من الآن , وبالنسبة للرسوم الصخرية الأخرى فهي أكثر تنوعا حيث تشاهد أشكالا آدمية في أوضاع تمثل المبارزة والمطاردة وهم يحملون الحراب والأقواس والسهام والسيوف وتوضح الرسوم كذلك أشكالا عديدة من الحيوانات كالجمال في حالات العراك أو مربوطة وكذلك الوعول والماعز وغيرها .
وفي موقع عكمة شمال العلا توجد رسوم صخرية مهمة للغاية تظهر فيها أدوات ربما تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد وتتداخل الكتابات والنقوش القديمة في كثير من الأحيان مع الرسوم الصخرية إما متزامنة معها أو نفذت بعدها على الواحات الصخرية نفسها.
وقد شاهدنا ذلك في الحناكية ووادي الصويدرة والعلا وشمال مدائن صالح وعلى امتداد طرق التجارة والحج التي تخترق المنطقة وأهم هذه الكتابات اللحيانية والراداثية والمسند الجنوبي والآرامي والكتابات الثمودية والصفوية وغيرها وأكثر هذه النقوش والكتابات تتركز في الجزء الشمالي الغربي وعلى وجه الخصوص في محافظة العلا وشمال مدائن صالح خاصة في حرة عويرض هذا عدا المواقع المحيطة بالمدينة المنورة.
المصدر
المدينة المنورة تاريخ وحضارة