نظريات متنوعه فى اصل مسمى "مصر"
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين جاء الاسم
يقول الدكتور عبد الحليم نورالدين ، العميد الأسبق لكلية الآثار، في كتابه (آثار وحضارة مصر القديمة ج1) أن تسمية مصر قد تكون ذات أصل مصري قديم.
فيذكر أنه و منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، قد وردت مسميات مصر على النحو التالي:
اللغة الأكدية: مصرى، اللغة الآشورية: مشر ، اللغة البابلية: مصر، اللغة الفينيقية: مصور، اللغة العربية القديمة: مصرو ، العبرية = مصراييم.
أي أن مصر قد عرفت منذ فترة مبكرة بتسميات قريبة من كلمة مصر الحالية، أما عن الأصل المصري لتلك الكلمة – والمرجح أنه انتقل لهذه اللغات- فهو كلمة " مجر" أو " مشِر "، والتي تعني المكنون أو المُحصن، وهي كلمة تدل علي كون مصر محمية بفضل طبيعتها الجغرافية، ففي الشمال بحر، وفي الشرق صحراء ثم بحر، وفي الجنوب جنادل (صخور كبيرة) تعوق الإبحار في النيل ، أما الغرب فتوجد صحراء أخرى، وحتى اليوم تعرف مصر لدى المصريين بأنها " المحروسة ".
أما عن تحول الكلمة إلى "مصر" ، فهو أمر من المألوف أن يحدث عندما يتم التحويل بين حروف الجيم والشين والصاد، وإليكم بعض الأمثلة : شمس = شمش ، سمع = شمع.
ويقول الدكتور زاهى حواس خبير الآثار المصري فى جريدة الأخبار (توضيح) القاهرية الصادرة بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2005 " إذا حاولنا الآن أن نحلل اسم مصر الحالي كذلك أسماء مصر القديمة فسوف نجد أن الفراعنة أطلقوا علي أرض مصر اسم كمت بمعني ( الأرض السوداء), وذلك رمزا إلي خصوبة التربة المصرية حيث كان نهر النيل الذي يفيض صيفا كل عام يعطي الخصوبة إلي الأرض المصرية.
ونظر الفراعنة إلي الأرض المتاخمة لوادي النيل وهي الصحراء فأطلقوا عليها اسما آخر وهو دشرة بمعني (الحمراء) وسوف نجد أن المصريين القدماء بدأوا يرددون في نصوصهم وأحاديثهم اسم كمت. وأطلق المصريون القدماء علي مصر اسم تاوي بمعني الأرضين وهذا الاسم كان مرتبطا بالفرعون الذي يحكم مصر فهو نسوت تاوي بمعني ملك الأرضين الوجه القبلي الذي أطلق عليه اسم شمعو (الصعيد) والوجه البحري الذي يعرف باسم محو (الدلتا) وكان المصري يضيف لهذه الكلمات اسم تا بمعني ( أرض). وكان الفرعون يؤكد دائما وحدة البلاد وأنه المسيطر علي الوجهين القبلي والبحري ولذلك اعتبرهذا اللقب من أهم ألقاب الفرعون الذي يحكم البلاد.
أما كلمة مصر فقد وردت في رسالة كتبها أمير من كنعان إلي فرعون مصر وذلك في القرن الرابع عشر ق.م وقال فيها إنه سوف يرسل أهله إلي ماتو مصري بمعني أرض مصر وخاصة أن جيرانه يهددونه, بالإضافة إلي ذكر اسم مصر في نصوص فينيقية وآشورية. وبعد ذلك ذكرتها النصوص اليمنية القديمة وكذلك الآرامية.
ويقول علماء المصريات إن اسم مصر هو صورة لفظية لكلمة مصرية هي مجر وتعني المصون أو المكنون. وأن هناك استعاضة فيها عن حرف ج بحرف ص وتحويلها إلي مصر. واعتقد آخرون أن اسم مصر ذو صلة بكلمة سامية كنعانية أو اشتق من كلمات تشبه في اللفظ مثل صر وصور ومصورا.
أما أصل كلمة مصر من وجهة النظر العربية فكلمة " مصر" والتي جمعها " أمصار" فتعنى المدينة الكبيرة ، تقام فيها الدور والأسواق و المدارس وغيرها من المرافق العامة، كما جاء في المعجم الوجيز مادة م ص ر، فهكذا كان إطلاق هذا الإسم على مصر على أساس كونها من أقدم المدنيات الباقية.
لكن عبد الحليم نور الدين يعتقد أن كلمة مصر (البلد) انتقلت من اللغة المصرية القديمة إلى العربية فأصبحت دلالة على معنى المدنية، نظرا لقربها من بلاد العرب.
أما عن أصل الكلمة من وجهة نظر الرواية التوراتية عن حفيد سيدنا نوح عليه السلام وهو "مصراييم" الذي سكن مصر قديما وأنجب بها ذريته.
وتقول آثار قديمة لما قسم نوح عليه السلام الأرض بين ولده، جعل لحام مصر وسواحلها، والغرب وشاطئ النيل، فلما دخلها بيصر بن حام، وبلغ العريش، قال اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا بها على لسان نبيك نوح، وجعلتها لنا منزلا، فاصرف عنا وباءها، وطيب لنا ثراها، واجر لنا ماءها، وأنبت كلأها، وبارك لنا فيها، وتمم لنا وعدك فيها،إنك على كل شيء قدير، وإنك لا تخلف الميعاد.
وجعلها " بيصر" لابنه " مصر" وسماها به. وفي الجزء الأول من موسوعة مصر القديمة لرائد الدراسات المصرية في مصر سليم حسن, يتعرض لهذه المسألة, فيقول تحت عنوان مصر وأصل المصريين:
وقد كان يطلق عليها قديما اسم كمي. وقد بقي محفوظا إلي أن جاء الإغريق فأسموها إجيبتيوس ولم يفسر أصل اشتقاق هذا الاسم تفسيرا شافيا إلي الآن (يقول حواس ان معناها أرض الاله بتاح).
غير أن اسم مصر كان موضوعا لبحث مفصل قدمه الدكتور عبدالعزيز صالح في كتابه حضارة مصر القديمة وآثارها. وهو يقول في هذا البحث: إن المصريين القدماء اعتادوا علي أن يطلقوا علي أنفسهم اسم رمث بمعني الناس. ورمثن كيمة بمعني أهل مصر, ورمثن باتا بمعني ناس الأرض, وأوشكوا أن يقصروا هذه التسمية علي أنفسهم, وكأنهم اعتبروا غيرهم من الخلق أقل إنسانية منهم.
وقد نسب المصريون أنفسهم إلي بلدهم, فقالوا إنهم كيمتيو, أي أهل كيمة. وردد أدباؤهم عبارات تصف المصريين بأنهم شعب الشمس, والشعب النبيل, وشعب السماء, وشعب الإله. وادعوا أنهم صور من رب الأرباب, تشكلوا من جسده, وانهمروا من دموعه. وسمي المصريون لغتهم رانكيمة أي لسان مصر, ومدتن كيمة بمعني لغة مصر, وأحيانا مدت رمثن كيمة أي لغة أهل مصر. ويضيف الدكتور صالح أن المصريين الأوائل أطلقوا علي أرض مصر اسم كيمة, وتاكيمة بمعني السوداء أو السمراء أو الخمرية إشارة للون تربتها, ودسامة غرينها, وكثافة زرعها.
وقد أضافت عدة رسائل أخري ترجع إلي العصر نفسه أسماء قريبة من اسم مصر, مثل مشري ومصري بتشديد الراء, وذلك في لوحة ميثانية في شمال غرب العراق وجهها صاحبها إلي فرعون مصر. ومصري بتشديد الصاد في لوحة أشورية. وظهر اسم مصر في نص من رأس الشمرة في شمال سوريا , ومصرم في نص آخر فينيقي يعود إلي أوائل الألف الأول قبل الميلاد. وكان البابليون ينطقون الاسم مصرو ومصر. وكان المعينيون في اليمن ينطقونه مصر ومصري. وفي التوراة مصرايم وبضم الصاد مصر ويقولون إيرتس مصرايم أي أرض مصر أو أرض المصريين. وفي النصوص الآرامية, السريانية مصرين.
وذكر الاسم أيضا في شعر شاعر بدوي عاش في بداية العصور الإسلامية, وجاء في شعره هذان البيتان المذكوران في لسان العرب لابن منظور.
وأدمت خبزي من صيير***من صير مصرين أو البحير
يعني أنه وجد في سمك مصر الصغير المملح سردينها إداما لخبزه!
الموسوعه العالميه المجانيه- زهلول
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين جاء الاسم
يقول الدكتور عبد الحليم نورالدين ، العميد الأسبق لكلية الآثار، في كتابه (آثار وحضارة مصر القديمة ج1) أن تسمية مصر قد تكون ذات أصل مصري قديم.
فيذكر أنه و منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، قد وردت مسميات مصر على النحو التالي:
اللغة الأكدية: مصرى، اللغة الآشورية: مشر ، اللغة البابلية: مصر، اللغة الفينيقية: مصور، اللغة العربية القديمة: مصرو ، العبرية = مصراييم.
أي أن مصر قد عرفت منذ فترة مبكرة بتسميات قريبة من كلمة مصر الحالية، أما عن الأصل المصري لتلك الكلمة – والمرجح أنه انتقل لهذه اللغات- فهو كلمة " مجر" أو " مشِر "، والتي تعني المكنون أو المُحصن، وهي كلمة تدل علي كون مصر محمية بفضل طبيعتها الجغرافية، ففي الشمال بحر، وفي الشرق صحراء ثم بحر، وفي الجنوب جنادل (صخور كبيرة) تعوق الإبحار في النيل ، أما الغرب فتوجد صحراء أخرى، وحتى اليوم تعرف مصر لدى المصريين بأنها " المحروسة ".
أما عن تحول الكلمة إلى "مصر" ، فهو أمر من المألوف أن يحدث عندما يتم التحويل بين حروف الجيم والشين والصاد، وإليكم بعض الأمثلة : شمس = شمش ، سمع = شمع.
ويقول الدكتور زاهى حواس خبير الآثار المصري فى جريدة الأخبار (توضيح) القاهرية الصادرة بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2005 " إذا حاولنا الآن أن نحلل اسم مصر الحالي كذلك أسماء مصر القديمة فسوف نجد أن الفراعنة أطلقوا علي أرض مصر اسم كمت بمعني ( الأرض السوداء), وذلك رمزا إلي خصوبة التربة المصرية حيث كان نهر النيل الذي يفيض صيفا كل عام يعطي الخصوبة إلي الأرض المصرية.
ونظر الفراعنة إلي الأرض المتاخمة لوادي النيل وهي الصحراء فأطلقوا عليها اسما آخر وهو دشرة بمعني (الحمراء) وسوف نجد أن المصريين القدماء بدأوا يرددون في نصوصهم وأحاديثهم اسم كمت. وأطلق المصريون القدماء علي مصر اسم تاوي بمعني الأرضين وهذا الاسم كان مرتبطا بالفرعون الذي يحكم مصر فهو نسوت تاوي بمعني ملك الأرضين الوجه القبلي الذي أطلق عليه اسم شمعو (الصعيد) والوجه البحري الذي يعرف باسم محو (الدلتا) وكان المصري يضيف لهذه الكلمات اسم تا بمعني ( أرض). وكان الفرعون يؤكد دائما وحدة البلاد وأنه المسيطر علي الوجهين القبلي والبحري ولذلك اعتبرهذا اللقب من أهم ألقاب الفرعون الذي يحكم البلاد.
أما كلمة مصر فقد وردت في رسالة كتبها أمير من كنعان إلي فرعون مصر وذلك في القرن الرابع عشر ق.م وقال فيها إنه سوف يرسل أهله إلي ماتو مصري بمعني أرض مصر وخاصة أن جيرانه يهددونه, بالإضافة إلي ذكر اسم مصر في نصوص فينيقية وآشورية. وبعد ذلك ذكرتها النصوص اليمنية القديمة وكذلك الآرامية.
ويقول علماء المصريات إن اسم مصر هو صورة لفظية لكلمة مصرية هي مجر وتعني المصون أو المكنون. وأن هناك استعاضة فيها عن حرف ج بحرف ص وتحويلها إلي مصر. واعتقد آخرون أن اسم مصر ذو صلة بكلمة سامية كنعانية أو اشتق من كلمات تشبه في اللفظ مثل صر وصور ومصورا.
أما أصل كلمة مصر من وجهة النظر العربية فكلمة " مصر" والتي جمعها " أمصار" فتعنى المدينة الكبيرة ، تقام فيها الدور والأسواق و المدارس وغيرها من المرافق العامة، كما جاء في المعجم الوجيز مادة م ص ر، فهكذا كان إطلاق هذا الإسم على مصر على أساس كونها من أقدم المدنيات الباقية.
لكن عبد الحليم نور الدين يعتقد أن كلمة مصر (البلد) انتقلت من اللغة المصرية القديمة إلى العربية فأصبحت دلالة على معنى المدنية، نظرا لقربها من بلاد العرب.
أما عن أصل الكلمة من وجهة نظر الرواية التوراتية عن حفيد سيدنا نوح عليه السلام وهو "مصراييم" الذي سكن مصر قديما وأنجب بها ذريته.
وتقول آثار قديمة لما قسم نوح عليه السلام الأرض بين ولده، جعل لحام مصر وسواحلها، والغرب وشاطئ النيل، فلما دخلها بيصر بن حام، وبلغ العريش، قال اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا بها على لسان نبيك نوح، وجعلتها لنا منزلا، فاصرف عنا وباءها، وطيب لنا ثراها، واجر لنا ماءها، وأنبت كلأها، وبارك لنا فيها، وتمم لنا وعدك فيها،إنك على كل شيء قدير، وإنك لا تخلف الميعاد.
وجعلها " بيصر" لابنه " مصر" وسماها به. وفي الجزء الأول من موسوعة مصر القديمة لرائد الدراسات المصرية في مصر سليم حسن, يتعرض لهذه المسألة, فيقول تحت عنوان مصر وأصل المصريين:
وقد كان يطلق عليها قديما اسم كمي. وقد بقي محفوظا إلي أن جاء الإغريق فأسموها إجيبتيوس ولم يفسر أصل اشتقاق هذا الاسم تفسيرا شافيا إلي الآن (يقول حواس ان معناها أرض الاله بتاح).
غير أن اسم مصر كان موضوعا لبحث مفصل قدمه الدكتور عبدالعزيز صالح في كتابه حضارة مصر القديمة وآثارها. وهو يقول في هذا البحث: إن المصريين القدماء اعتادوا علي أن يطلقوا علي أنفسهم اسم رمث بمعني الناس. ورمثن كيمة بمعني أهل مصر, ورمثن باتا بمعني ناس الأرض, وأوشكوا أن يقصروا هذه التسمية علي أنفسهم, وكأنهم اعتبروا غيرهم من الخلق أقل إنسانية منهم.
وقد نسب المصريون أنفسهم إلي بلدهم, فقالوا إنهم كيمتيو, أي أهل كيمة. وردد أدباؤهم عبارات تصف المصريين بأنهم شعب الشمس, والشعب النبيل, وشعب السماء, وشعب الإله. وادعوا أنهم صور من رب الأرباب, تشكلوا من جسده, وانهمروا من دموعه. وسمي المصريون لغتهم رانكيمة أي لسان مصر, ومدتن كيمة بمعني لغة مصر, وأحيانا مدت رمثن كيمة أي لغة أهل مصر. ويضيف الدكتور صالح أن المصريين الأوائل أطلقوا علي أرض مصر اسم كيمة, وتاكيمة بمعني السوداء أو السمراء أو الخمرية إشارة للون تربتها, ودسامة غرينها, وكثافة زرعها.
وقد أضافت عدة رسائل أخري ترجع إلي العصر نفسه أسماء قريبة من اسم مصر, مثل مشري ومصري بتشديد الراء, وذلك في لوحة ميثانية في شمال غرب العراق وجهها صاحبها إلي فرعون مصر. ومصري بتشديد الصاد في لوحة أشورية. وظهر اسم مصر في نص من رأس الشمرة في شمال سوريا , ومصرم في نص آخر فينيقي يعود إلي أوائل الألف الأول قبل الميلاد. وكان البابليون ينطقون الاسم مصرو ومصر. وكان المعينيون في اليمن ينطقونه مصر ومصري. وفي التوراة مصرايم وبضم الصاد مصر ويقولون إيرتس مصرايم أي أرض مصر أو أرض المصريين. وفي النصوص الآرامية, السريانية مصرين.
وذكر الاسم أيضا في شعر شاعر بدوي عاش في بداية العصور الإسلامية, وجاء في شعره هذان البيتان المذكوران في لسان العرب لابن منظور.
وأدمت خبزي من صيير***من صير مصرين أو البحير
يعني أنه وجد في سمك مصر الصغير المملح سردينها إداما لخبزه!
الموسوعه العالميه المجانيه- زهلول