الإمام ابو داود السجستاني (202-275 هـ)
نسبه وموطنه:
هو الإمام الثبت، أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، أحد
حفاظ الحديث وعلمه وعلله، صاحب السنن.
والسجستاني: بكسر السين المهملة والجيم وسكون السين الثانية وفتح التاء المثناة من فوقها وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى سجستان، الإقليم المشهور إلى جنوبي خراسان، والمزاحم للهند.
وفي ذلك الإقليم وفي سنة اثنتين ومائتين من الهجرة كانت ولادة أبي داود، وهو والد أبي بكر عبد الله بن أبي داود، من أكابر الحفاظ ببغداد، وكان عالماً متفقاً عليه، إمام ابن إمام، وله كتاب "المصابيح".
تربيته وأخلاقه:
نشأ أبو داود رحمه الله محبا للعلم شغوفا به، وكان همه منذ نعومة أظافره طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوينه، وقد بدت عليه أمارات النجابة منذ صباه، حتى إنه وهو في أيام حداثته وطلب الحديث جلس في مجلس بعض الرواة يكتب، فدنا رجل إلى محبرته وقال له: أستمد من هذه المحبرة، فالتفت إليه وقال: أما علمت أن من شرع في مال أخيه بالاستئذان فقد استوجب بالحشمة الحرمان، فسمي ذلك اليوم حكيماً.
ولشغفه الكبير بالعلم وحبه له فقد كان له كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟! فقال: الواسع للكتب والآخر لا نحتاج إليه.
وكان يشبه الإمام أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، حتى قال بعض الأئمة: كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان احمد يشبه في ذلك بوكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وآله في هديه ودله.
وقد قال عنه ابن خلكان: كان في الدرجة العالية من النسك والصلاح.
شيوخه
أخذ الامام ابو د اود علوم الحديث وغيرها من خيرة المشايخ في زمانه فكتب عن العراقيين والخراسانيين و الشاميين والبصريين والحجاز والمصرين وكان من ابرزهم:
1-عثمان بن ابي شيبة
2-ابي داود الطيالسي
3-عبد الله بن مسلمة التعنبي
4-مسدد بن مسرهد
5-يحيى بن معين
6-احمد بن حنبل
7-سليمان بن حرب
8-احمد بن يونس.وغيرهم
تلاميذه:
حين وهب أبو داود حياته لعلم الحديث كان له تلاميذ كثيرون، يتعلمون منه ويروون عنه، ومن أشهرهم:
1-ابنه ابو بكر عبد الله بن ابي داود
2-ابو عبد الرحمن النسائي
3-احمد بن محمد الخلال
4-ابو علي محمد بن احمد الؤلؤي
5-احمد بن سليمان النجار وهو آخر من روى عنه في الدنيا.
مؤلفاته:
كان أبو داود رحمه الله من المكثرين في التأليف وبالذات في فنون علم الحديث رواية ودراية، فمن مؤلفاته: دلائل النبوة، وكتاب التفرد في السنن، وكتاب المراسيل، وكتاب المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد، وله أيضا ناسخ القرآن ومنسوخه، وغيرها
تصنيفه للسنن:
سكن الامام ابو داود مدينة البصرة وقدم بغداد غير مرة وحدث
بكتاب السنن بها ويقال :إنه صنفه بها وعرضه على الامام احمد بن حنبل فاستجأره واستحسنه.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى حدثني ابو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القارئ الدينوري من لفظه قال سمعت ابا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن القرصى قال سمعت ابا بكر بن داسة يقول سمعت ابا داود يقول سمعت ابا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة الف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن جمعت فيه اربعة آلاف حديث وثمنمائة حديث.
وقد رتب أبو داود كتابه على كتب وأبواب، فشمل خمسة وثلاثين كتابًا، وواحدا وسبعين وثمانمائة وألف (1871) باب.
وفي "السنن" لم يقتصر أبو داود على الصحيح، بل خَرَّج فيه الصحيح، والحسن، والضعيف، وقد وضح منهجه فيه فقال: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، قال: وما كان فيه وهن شديد بيّنته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.
وقد اختلفت الآراء في قول أبي داود: "وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح" هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن؟ وقد اختار ابن الصلاح والنووي وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن.
وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة، فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة أيضًا لكنها صالحة للاعتبار ليست شديدة الضعف، فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله "صالح" المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.
ثناء العلماء عليه:
حاز أبو داود على إعجاب معاصريه وثقتهم، وقد عدّه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي
في "طبقات الفقهاء" من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وقال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب "السنن": "أُلِين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد"، وكذلك قال محمد بن إسحاق الصاغانى.
وقال الحافظ موسى بن هارون: "خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه".
وأما الحاكم أبو عبد الله فقال: "أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة".
وقال أبو بكر الخلال حين قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدم.. وكان إبراهيم الأصبهاني وأبوه بكر صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحداً في زمانه مثله".
وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى:سليمان بن الاشعث ابو داود ثقة حافظ مصنف السنن وغيرها. من كبار العلماء
وفاته:
توفي الامام ابو داود السجستاني في مدينة البصرة يوم الجمعة
لاربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة
وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي، ودفن الى جانب قبر الامام سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
جمعية الحديث الشريف واحياء التراث
نسبه وموطنه:
هو الإمام الثبت، أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، أحد
حفاظ الحديث وعلمه وعلله، صاحب السنن.
والسجستاني: بكسر السين المهملة والجيم وسكون السين الثانية وفتح التاء المثناة من فوقها وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى سجستان، الإقليم المشهور إلى جنوبي خراسان، والمزاحم للهند.
وفي ذلك الإقليم وفي سنة اثنتين ومائتين من الهجرة كانت ولادة أبي داود، وهو والد أبي بكر عبد الله بن أبي داود، من أكابر الحفاظ ببغداد، وكان عالماً متفقاً عليه، إمام ابن إمام، وله كتاب "المصابيح".
تربيته وأخلاقه:
نشأ أبو داود رحمه الله محبا للعلم شغوفا به، وكان همه منذ نعومة أظافره طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوينه، وقد بدت عليه أمارات النجابة منذ صباه، حتى إنه وهو في أيام حداثته وطلب الحديث جلس في مجلس بعض الرواة يكتب، فدنا رجل إلى محبرته وقال له: أستمد من هذه المحبرة، فالتفت إليه وقال: أما علمت أن من شرع في مال أخيه بالاستئذان فقد استوجب بالحشمة الحرمان، فسمي ذلك اليوم حكيماً.
ولشغفه الكبير بالعلم وحبه له فقد كان له كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟! فقال: الواسع للكتب والآخر لا نحتاج إليه.
وكان يشبه الإمام أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، حتى قال بعض الأئمة: كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان احمد يشبه في ذلك بوكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وآله في هديه ودله.
وقد قال عنه ابن خلكان: كان في الدرجة العالية من النسك والصلاح.
شيوخه
أخذ الامام ابو د اود علوم الحديث وغيرها من خيرة المشايخ في زمانه فكتب عن العراقيين والخراسانيين و الشاميين والبصريين والحجاز والمصرين وكان من ابرزهم:
1-عثمان بن ابي شيبة
2-ابي داود الطيالسي
3-عبد الله بن مسلمة التعنبي
4-مسدد بن مسرهد
5-يحيى بن معين
6-احمد بن حنبل
7-سليمان بن حرب
8-احمد بن يونس.وغيرهم
تلاميذه:
حين وهب أبو داود حياته لعلم الحديث كان له تلاميذ كثيرون، يتعلمون منه ويروون عنه، ومن أشهرهم:
1-ابنه ابو بكر عبد الله بن ابي داود
2-ابو عبد الرحمن النسائي
3-احمد بن محمد الخلال
4-ابو علي محمد بن احمد الؤلؤي
5-احمد بن سليمان النجار وهو آخر من روى عنه في الدنيا.
مؤلفاته:
كان أبو داود رحمه الله من المكثرين في التأليف وبالذات في فنون علم الحديث رواية ودراية، فمن مؤلفاته: دلائل النبوة، وكتاب التفرد في السنن، وكتاب المراسيل، وكتاب المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد، وله أيضا ناسخ القرآن ومنسوخه، وغيرها
تصنيفه للسنن:
سكن الامام ابو داود مدينة البصرة وقدم بغداد غير مرة وحدث
بكتاب السنن بها ويقال :إنه صنفه بها وعرضه على الامام احمد بن حنبل فاستجأره واستحسنه.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى حدثني ابو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القارئ الدينوري من لفظه قال سمعت ابا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن القرصى قال سمعت ابا بكر بن داسة يقول سمعت ابا داود يقول سمعت ابا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة الف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن جمعت فيه اربعة آلاف حديث وثمنمائة حديث.
وقد رتب أبو داود كتابه على كتب وأبواب، فشمل خمسة وثلاثين كتابًا، وواحدا وسبعين وثمانمائة وألف (1871) باب.
وفي "السنن" لم يقتصر أبو داود على الصحيح، بل خَرَّج فيه الصحيح، والحسن، والضعيف، وقد وضح منهجه فيه فقال: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، قال: وما كان فيه وهن شديد بيّنته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.
وقد اختلفت الآراء في قول أبي داود: "وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح" هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن؟ وقد اختار ابن الصلاح والنووي وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن.
وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة، فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة أيضًا لكنها صالحة للاعتبار ليست شديدة الضعف، فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله "صالح" المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.
ثناء العلماء عليه:
حاز أبو داود على إعجاب معاصريه وثقتهم، وقد عدّه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي
في "طبقات الفقهاء" من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وقال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب "السنن": "أُلِين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد"، وكذلك قال محمد بن إسحاق الصاغانى.
وقال الحافظ موسى بن هارون: "خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه".
وأما الحاكم أبو عبد الله فقال: "أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة".
وقال أبو بكر الخلال حين قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدم.. وكان إبراهيم الأصبهاني وأبوه بكر صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحداً في زمانه مثله".
وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى:سليمان بن الاشعث ابو داود ثقة حافظ مصنف السنن وغيرها. من كبار العلماء
وفاته:
توفي الامام ابو داود السجستاني في مدينة البصرة يوم الجمعة
لاربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة
وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي، ودفن الى جانب قبر الامام سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
جمعية الحديث الشريف واحياء التراث